تخصص الشركات المنتجة ميزانيات ضخمة للترويج لمنتجاتها عبر وسائل الاعلام المختلفة بدءا من الصحف و المجلات، و مرورا بالراديو
و المحطات الفضائية و انتهاءا بمواقع الإنترنت. و تتفنن شركات الدعاية و الإعلان بتصميم أفكار الإعلانات لتقنع المستهلك بجودة المنتج واغراءه باستخدامه و تجربته.
ما زالت هذه الوسيلة في الترويج للمنتجات ناجحة و في نمو مستمر في وقتنا الحالي، و مع ذلك فإن ظهور الشبكات الإجتماعية و الأهمية التي احتلتها في حياة الناس و نشاطاتهم اليومية قد بدء يؤثر على طريقة تعرف المستهلكين على المنتجات و الخدمات وثقتهم بها، فرأي واحد لشخص قد جرب المنتج فعليا يمكنه التغلب على أكثر الإعلانات ابداعا.
لا يمكننا انكار ان التواصل عبر الإنترنت كان له أثر في اختيار المستهلكين للمنتجات حتى قبل ظهور الشبكات الإجتماعية و ذلك من خلال المنتديات، حيث اعتاد مشتركيها التشاور مع الآخرين حول المنتجات أو الأماكن التي يودون تجربتها إلا أن الشبكات الاجتماعية أضافت عنصر الاستعراض للمشتركين من خلال افصاحهم عن تجربة منتجات أو خدمات معينة.
ما زال توظيف فكرة الشبكات الاجتماعية في الترويج للمنتجات و الخدمات من خلال توصيات المستهلكين و تجاربهم محدودا إلا أننا نرى في العالم العربي بوادر واعدة لمجتمعات الكترونية ترتكز على مشاركة التجارب الاستهلاكية و تؤثر على قرارات المستهلكين الشرائية، و مثال على ذلك موقع جيران ،الذي يمكن مستخدميه من اسداء النصائح حول الأماكن التي قاموا بتجربتها و مشاركة الآخرين خلاصة تجاربهم الواقعية مع خدمات تلك الأماكن، وموقع أرشدني.كوم، الذي يحوي على خدمة لإضافة المناسبات العامة ومشاركتها مع الآخرين اضافة إلى تبادل الآراء حول الأماكن المختلفة.
ومن واقع تجربتي الشخصية فإن مثل هذه المواقع تمثل عونا كبيرا ليس فقط للزوار الجدد لأي دولة أو مدينة بل و أيضا لقاطنيها من محبي التعرف إلى الجديد، أو من من دعتهم الحاجة للبحث عن خدمة جديدة لم يحتاجوها سابقاً، و بالرغم من توفر الأدلة والكتيبات التي تساعد على التعرف للأماكن إلا أن وجود من يعطيك انطباعا واقعيا حول المكان قبل زيارته يوفر عليك الكثير من العناء في تجربة ما هو سيء للوصول للإختيار الصحيح و بالتالي فهي أكثر مصداقية من الإعلانات التجارية.